فصل: * فيه مسائل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **


* فيه مسائل

الأول‏:‏ أن الدعوة إلى الله من أتبع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الثانية‏:‏ التنبيه على الإخلاص؛ لأن كثيرًا من الناس لودعا إلى الحق؛ فهو يدعو إلى نفسه‏.‏

والمراد بالهداية هنا هداية التوفيق والدلالة‏.‏

وهل المراد الهداية من الكفر إلى الإسلام، أو يعم كل هداية‏؟‏

نقول‏:‏ هو موجه إلى قوم يدعوهم إلى الإسلام، وهل نقول‏:‏ إن القرينة الحالية تقتضي التخصيص، وأن من اهتدى على يديه رجل في مسألة فرعية من مسائل الدين لا يحصل له هذا الثواب بقرينة المقام؛ لأن عليًا موجه إلى قوم كفار يدعوهم إلى الإسلام، والله أعلم

* * *

فيه مسائل

* الأولى‏:‏ أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتؤخذ من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 108‏]‏‏.‏

* الثانية‏:‏ التنبيه على الإخلاص، وتؤخذ من قوله‏:‏ ‏{‏أدعو إلى الله‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 108‏]‏‏.‏، ولهذا قال‏:‏ ‏(‏لأن كثيرًا من الناس لو دعا إلى الحق؛ فهو يدعو إلى نفسه‏)‏؛ فالذي يدعو إلى الله هو الذي لا يريد إلا أن يقوم دين الله، والذي يدعو إلى

الثالثة‏:‏ أن البصيرة من الفرائض‏.‏ الرابعة‏:‏ من دلائل حسن التوحيد كونه تنزيهًا لله تعالى عن المسبة‏.‏

الخامسة‏:‏ أن من قبح الشرك كونه مسبة لله‏.‏ السادسة‏:‏ وهي من أهمها‏:‏ إبعاد المسلم عن المشركين؛ لئلا يصير منهم، ولولم يشرك‏.‏

نفسه هو الذي يريد أن يكون قوله هو المقبول، حقًا كان أم باطلًا‏.‏

* الثالثة‏:‏ أن البصيرة من الفرائض، وتؤخذ من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أدعو إلى الله على بصيرة‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 108‏]‏، ووجه كون البصيرة من الفرائض؛ لأنه لا بد للداعية من العلم بما يدعوإليه، والدعوة فريضة؛ فيكون العلم بذلك فريضة‏.‏

* الرابعة‏:‏ من دلائل حسن التوحيد كونه تنزيهًا لله عن المسبة، وتؤخذ من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سبحان الله وما أنا من المشركين‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 108‏]‏، فسبحان الله دليل على أنه واحد لكماله‏.‏

ومعنى عن المسبة؛ أي‏:‏ وعن مماثلة الخالق للمخلوق؛ إذ تمثيل الكامل بالناقص يجعله ناقصًا‏.‏

قال الشاعر‏:‏

ألم تر أن السيف ينقص قدره ** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا‏؟‏

* الخامسة‏:‏ أن من قبح الشرك كونه مسبة الله، وتؤخذ من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما أنا من المشركين‏}‏ بعد قوله‏:‏ ‏{‏وسبحان الله‏}‏‏.‏

* السادسة ـ وهي من أهمها ـ‏:‏ إبعاد المسلم عن المشركين؛ لئلا يصير منهم، ولولم يشرك‏.‏ لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما أنا من المشركين‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 108‏]‏، ولم يقل ‏(‏وما أنا مشرك‏)‏؛ لأنه إذا كان بينهم، ولو لم يكن مشرك؛ فهوفي الظاهر منهم، ولهذا لما قال الله للملائكة‏:‏ ‏{‏اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ من الآية34‏]‏؛ توجه الخطاب له ولهم‏.‏

السابعة‏:‏ كون التوحيد أول واجب‏.‏ الثامنة‏:‏ أنه يبدأ به قبل كل شيء، حتى الصلاة‏.‏ التاسعة‏:‏ أن معنى‏:‏ ‏(‏أن يوحدوا الله‏)‏‏:‏ معنى شهادة أن لا إله إلا الله‏.‏ العاشرة‏:‏ أن الإنسان قد يكون من أهل الكتاب وهو لا يعرفها، أو يعرفها ولا يعمل بها‏.‏

* · السابعة‏:‏ كون التوحيد أول واجب، تؤخذ من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏فليكن أول ما تدعوهم إليه‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله‏)‏، وفي رواية‏:‏ ‏(‏أن يوحدوا الله‏)‏‏.‏

وقال بعض العلماء‏:‏ أول واجب النظر، لكن الصواب أن أول واجب هو التوحيد؛ لأن معرفة الخالق دلت عليها الفطرة‏.‏

* · الثامنة‏:‏ أن يبدأ به قبل كل شيء تؤخذ من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه‏)‏‏.‏

* · التاسعة‏:‏ أن معنى أن يوحدوا الله معنى شهادة أن لا إله إلا الله، تؤخذ من تعبير الصحابي حيث عبر في الرواية بقوله‏:‏ ‏(‏شهادة أن لا إله إلا الله‏)‏، وفي رواية عبر بقوله‏:‏ ‏(‏أن يوحدوا الله‏)‏‏.‏

* · العاشرة‏:‏ أن الإنسان قد يكون من أهل الكتاب وهولا يعرفها أو يعرفها ولا يعمل بها، ومراده‏:‏ ‏(‏لا يعرفها، أولا يعرفها‏)‏ شهادة أن لا إله إلا الله، وتؤخذ من قوله‏:‏ ‏(‏فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله‏)‏؛ إذ لو

الحادية عشرة‏:‏ التنبيه على التعليم بالتدريج‏.‏ الثانية عشرة‏:‏ البداءة بالأهم فالأهم‏.‏ الثالثة عشرة‏:‏ مصرف الزكاة‏.‏ الرابعة عشرة‏:‏ كشف العالم الشبهة عن المتعلم‏.‏ الخامسة عشرة‏:‏ النهي عن كرائم الأموال‏.‏ السادسة عشرة‏:‏ اتقاء دعوة المظلوم‏.‏

كانوا يعرفون لا إله إلا الله ويعملون بها ما احتاجوا إلى الدعوة إليها‏.‏

* · الحادية عشرة‏:‏ التنبيه على التعليم بالتدريج‏.‏ تؤخذ من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمعاذ‏:‏ ‏(‏ادعهم إلى أن يوحدوا الله، فإن هم أطاعوك لذلك؛ فأعلمهم أن الله افترض عليهم ‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ إلخ الحديث‏.‏

* · الثانية عشرة‏:‏ البداءة بالأهم فالأهم‏.‏ تؤخذ من أمره ـ صلى الله عليه وسلم ـ معاذا بالتوحيد ليدعوإليه أولا، ثم الصلاة، ثم الزكاة‏.‏

* · الثالثة عشرة‏:‏ مصرف الزكاة‏.‏ تؤخذ من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏فترد على فقرائهم‏)‏‏.‏

* · الرابعة عشرة كشف العالم الشبهة عن المتعلم‏.‏ المراد بالشبهة هنا‏:‏ شبهة العلم؛ أي‏:‏ يكون عنده جهل‏.‏

تؤخذ من قوله‏:‏ ‏(‏إن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم‏)‏، فبين أن هذه الصدقة تؤخذ من الأغنياء، وأن مصرفها الفقراء

* · الخامسة عشرة‏:‏ النهي عن كرائم الأموال‏.‏ تؤخذ من قوله‏:‏ ‏(‏فإياك وكرائم الأموالهم‏)‏؛ إذ إياك تفيد التحذير، والتحذير يستلزم النهي‏.‏

* · السادسة عشرة‏:‏ اتقاء دعوة المظلوم‏.‏ تؤخذ من قوله‏:‏ ‏(‏واتق دعوة

السابعة عشرة‏:‏ الإخبار بأنها لا تحجب‏.‏ الثامنة عشرة‏:‏ من أدلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين وسادات الأولياء من المشقة والجوع والوباء‏.‏ التاسعة عشرة‏:‏ قوله‏:‏ ‏(‏لأعطين الراية ‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ إلخ‏:‏ علم من أعلام النبوة‏.‏

* السابعة عشرة‏:‏ الإخبار بأنها لا تحجب‏.‏ تؤخذ من قوله‏:‏ ‏(‏فإنه ليس بينها وبين الله حجاب‏)‏؛ فقرن الترغيب أوالترهيب بالأحكام، مما يحث النفس إن كان ترغيبا، ويبعدها ويزجرها إن كان ترهيبا؛ لقوله‏:‏ ‏(‏اتق دعوة المظلوم‏)‏؛ فالنفس قد لا تتقي، لكن إذا قيل‏:‏ بينها وبين الله الحجاب؛ خلفت ونفرت من ذلك‏.‏

* الثامنة عشرة‏:‏ من أدلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين وسادات الأولياء من المشقة والجوع والوباء‏.‏ والظاهر أن المؤلف رحمه الله يريد الإشارة إلى قصة خبير؛ إذ وقع فيها في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ جوع عظيم، حتى إنهم أكلوا الحمير والثوم، وأما الوباء؛ فهو ما وقع في عهد على رضي الله عنه، وأما المشقة فظاهرة‏.‏

*